• ×
| 23-09-1443 الخميس 16 ربيع الأول 1446

((أتعبني هذا الصغير ))

بواسطة محمدبن عويض العضيلـــة 06-04-1433 10:59 مساءً 3217 زيارات

أتعبني هذا الصغير! الصغير في حجمه، العظيم في قدره، الخطير في إطلاقه،والأمين في إمساكه ،والسعادة في حفظه ،والشقاء في تركه،
أتعبني لإنه قد يجعلني حطباً لجهنم ، وهو من يجعلني في الجنة خالداً ،أتعبني لإنه قد يجعلني ذليلا ،وهو من يجعلني عزيزاً ،أتعبني لإنه قد يجعلني كذبا ،وهو من يجعلني صدقا،أتعبني لإنه قد يجعلني مكروها،وهو من يجعلني محبوبا،
كل هذا يصدر من هذا الصغير وكل واحد منا يملك هذا الصغير.
هو ألة للتخاطب، وهو ترجمة للمشاعر ،وهو ناقل للاحسايس، وهو الباث للأفكار، وهو من يسوق الأراء، وهو شاهدا لما في القلب ،ودليلا على ألاعضاء .
هو ذاك الصغير الذي من أطلقه حزن،ومن أمسكه فرح، ومن صانه نجاء ،وهو من يذكر الله ويريح النفس ،وهو من يسب ويشتم ويلعن ويغتاب ويقول غير الحق هو ذاك الصغير .
بكلمة من هذا الصغير قد تجعلني في أسفل النار ،وبحفظ هذا الصغير أكون في أعلى الجنان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من يضمن لي مابين لحييه أضمن له الجنه ).
وهذا الصغير سبب في تفرق الإخوان ،وشتات الأصحاب، وإشغال الأذهان، وهو من يفقد الإنسان السيطرة على نفسه .
ولهذا الصغير زلة أحد من السيف ،وألمها أشد من السهم ،تصل إلي القلب فتجرحه ،وداءه لايوجد له دواء إلا من هذا الصغير.لم يكرهني أحد إلا بسبب هذا الصغير ،ولم يحبني أحد إلا كان هذا الصغير هو السبب ،ولم يغضب علي أحد إلا بسببه ،ولم يرضى عني أحد إلا بسببه .
بعد ما أتعبني هذا الصغير قررت أن أجعل ((الصمت)) شعارآ لي
أصمت؟ لإن الصمت حكمه
أصمت؟لإن الصمت تقدير
أصمت؟لإن الصمت أحترام
أصمت؟لإن الصمت وقار
ما أتعبني؟ هو ((لساني))

فهل أتعبك كما أتعبني؟