• ×
| 23-09-1443 الخميس 16 ربيع الأول 1446

رد ًا على مقالة أخي إبراهيم الجبيل (الجوهر والتدين )

بواسطة المهندس فايز حمد العضيله 10-11-1432 07:45 مساءً 2078 زيارات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

الأخوة الفضلاء في أسرة تحرير صحيفة العضيلات الموقرة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جميلة هذه الإطلالة والنافذة التي دشنتموها لنبقى على تواصل دائم مع أخبار عائلتنا المباركة .. بعد جولة سريعة على ما كتبه أبناء العمومة المباركين شدني ما كتبه الأخ الكريم إبراهيم الجبيل والمعنون بـ الجوهر والتدين في 2-7-1432 هـ ..

فا لي مع هذا المقال وقفات وتأملات هدفي منها إثراء الموضوع وتجلية بعض النقاط لكي نعانق سماء الرقي الفكري منطلقين من أرضية صلدة من المحبة والأخوة الإيمانية ..

عوداً على ما طرحه الأخ إبراهيم فأقول :

"متدين " و "ملتزم" وفي عبارة دارجة على ألسن الناس " مطوع " هي كلمات يراد بها وصف من سهل الله له طريق الاستقامة وسبل الخير فوفقه الله لمراضيه وطاعته . الشخصية المسلمة شخصية تسعى لتتبع مواطن رضى الله عز وجل على هدي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلا يعبد الله ولا يتقرب إلى الله بمراضيه إلا بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وليس الذكر للحصر لكن هذا ما يُـدندن حوله " فإعفاء اللحية وتقصير الثياب والسواك مما ثبتت به السنة وصارت مما يُعرف به المسلم المستقيم . معرفة الجوهر ليست لبني آدم.. فليس للخلق إلا ما ظهر وسترته الأسبال أما السرائر فهي للخالق جل وعلا ..في السيرة المطهرة نماذج وصور على من أكرمهم الله بصحبة خير البشر ممن حط رحله في الجنة وحصل منه غشيان الكبائر فلا نجعل الحكم على شعائر الإسلام وسنة سيد الأنام معقودة بتصرف الناس سواءاً ممن ظهر التزامه أو لم يظهر .. فالحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق ..

النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق).. جاء ليرسم حقيقة هذه الأخلاق ..فالعرب في جاهليتهم كانت لديهم أخلاق الصدق والإحسان وإقراء الضيف لكن كانت لمعاشهم ولم يرجوا بها الدار الآخرة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت ما حسـُن منها ويتممها بالأجر الأخروي لمن يصنعها وقبل ذلك جاء ليرسم المنهج الحق في أعظم خلق ومعاملة وهي معاملة العبد مع خالقه عز وجل .. فالرسالة المحمدية جاءت لتتمم معاملة العبد مع الحق ومعاملة العبد مع الخلق..

في جعبتي الكثير لكن مخلص قولي هي في الرد على كلمة ذكرها الأخ الكاتب وهي قوله (وتدين الشخص من خلال أسبال الثياب وتقصيرها واطالة اللحية وحلقها وغيرها وهذا مذهبهم القائم على القشور والمنظر دون التمعن في حقيقة المعدن والجوهر)
ردي هي بفتوى لشيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز حيث سُئل بهذا السؤال :
ما حكم الشرع فيمن يقول إن حلق اللحية وتقصير الثوب قشور وليست أصولا في الدين أو فيمن يضحك ممن فعل هذه الأمور ؟
فقال رحمه الله :
هذا الكلام خطير ومنكر عظيم، وليس في الدين قشور بل كله لب وصلاح وإصلاح، وينقسم إلى أصول وفروع، ومسألة اللحية وتقصير الثياب من الفروع لا من الأصول.
لكن لا يجوز أن يسمى شيء من أمور الدين قشورا ويخشى على من قال مثل هذا الكلام متنقصا ومستهزئا أن يرتد بذلك عن دينه لقول الله سبحانه: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[1] الآية.
تتمة الفتوى على هذا الرابط لمن أراد الإستزادة

http://www.binbaz.org.sa/mat/309

هذا ما تيسر تعليقاً على مقالة أخي الكريم إبراهيم الجبيل سائلاً الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم سداد الرأي ..

هذا والله وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

محبكم :
المهندس : فايز بن حمد العضيلة