• ×
| 23-09-1443 الإثنين 13 ربيع الأول 1446

الإرهاب أسبابة وعلاجه

بواسطة admin 07-07-1430 06:21 صباحاً 9374 زيارات
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين وبعد ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,

أخواني في طرحي الأول هنا في هذه الصحيفة المباركه أحببت أن أطرق أهم جانب وهو جانب تفشّى في هذا العصر ألا وهو \"الإرهاب\" ,,,

سنتطرق فيه إلى أسبابه وكيفية علاجه ,,,,


إخواني قد لايخفى على كثير من الناس حكم الإرهاب , ولكن قد يخفى ماهي أسباب الإرهاب ؟ وماهو العلاج ؟



قد تكلم فيها علماء الأمة وقالوا إن الإرهاب هو جميع الممارسات العدوانية بشتى صورها التي حرمها الإسلام وحذر منها ومنعها, ومن أهم أسبابه هي :

أولاً : التهوين من شأن الدعوة إلى التوحيد تحت شعار أن العقيدة معلومة لدى الجميع والتنازل عن تأسيس العقيدة الصحيحة بدعوى أن ذلك يفرق الأمة.

ثانياً : النيل من علماء الأمة والتزهيد في علمهم وتشويه سمعتهم بدعوى أنهم لا يفقهون وليسوا مؤهلين لحل مشاكل الأمة الإسلامية والنهوض بشأنها وترك مجالسهم وتتلمذ على من لا علم عنده ، أو على أنفسهم ، فلا يقتدون ولا يهتدون بما عليه العلماء الراسخون ، بل يقدحون فيهم ، ويلمزونهم . وهؤلاء الغلاة يعتدون بآرائهم ، وينساقون مع أهوائهم ، فيحرمون العلم النافع المتلقى من مشكاة النبوة وأنوار الرسالة ، ويقعون في ضروب من الضلال ، والقول على الله بغير علم ، فيَضلون ويُضِلون .

ثلاثاً: الأخذ بظواهر النصوص دون فقه ولا اعتبار لدلالة المفهوم ، ولا قواعد الاستدلال ، ولا الجمع بين الأدلة ، ولا اعتبار لفهم العلماء ، ولا نظر في أعذار الناس وهذا المنهج سبب الانحراف والضلال ، وأشد ذلك وأعظمه خطرًا التكفير ، والحكم بذلك على الأشخاص والجماعات والأنظمة دون فقه أو تثبت ، أو اعتبار للضوابط الشرعية ، وهو ما وقع فيه بعض الأفراد والجماعات في هذا العصر ، حيث توجهوا إلى تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله ، ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ورتبوا على ذلك استباحة الدماء والأموال ، والاعتداء على حياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم ، والاعتداء على مصالحهم العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها ، فحصل بذلك فساد كبير في المجتمعات الإسلامية .

إخواني لقد جاءت النصوص بالتحذير من التكفير ، والوعيد الشديد لمن كفر أحدًا من المسلمين ، وليس هو كذلك ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما ) .


رابعاً : انتقاصهم لولاة الأمور وإظهار مثالبهم أو ما يظن أنه مثالب من فوق المنابر أو عبر الفضائيات المشبوه وتأويل النصوص التي على طاعة ولي الأمر بأن المراد بذلك الإمام الأعظم الذي هو خليفة المسلمين جميعاً ناسين أو متناسين ما أجمع عليه علماء الأمة من أنه في حال تعدد الأقطار الإسلامية فإن لكل قطر ماله من الحقوق وما عليه من الواجبات شأنه في ذلك الخليفة ، فتجب له الطاعة في المعروف ويحرم الخروج عليه ما دام يقيم حكم الله في الأمة وهذا أمر أجمع عليه علماء المسلمين.



هذه هي أهم الأسباب ولكن يبقى ماهو الحل أو العلاج يكون في عدت أمور:

أولاً:الدعوة للاعتصام بالكتاب والسنة والرجوع إليهما في كل الأمور قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) وقال تعالى ( وما اختلفتم فيه من شي فحكمه إلى الله ) فالاعتصام بكتاب الله هو الحصن الحصين والركن الركين الذي يحفظ الله به من الوقوع في المهلكة والتأكيد على فهم الكتاب والسنة على وفق منهج السلف الصالح ، وهذا لا يتحقق إلا إذا تفقه المسلمون على العلماء الربانيين الذين ينفون عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين قال تعالى ( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وقال تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) .


ثانياً:البعد عن مواطن الفتن لاتقاء شرها وأثارها السيئة قال الله تعالى ( واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) وذلك بالمبادرة بالأعمال الصالحة التي يحفظ بها عباده من الفتن . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع من الليل المظلم يمسي الرجل فيها مؤمناً ويصبح كافراً ويصبح مؤمناً ويمسي كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ) .


ثلاثاً: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم وترسيخ مفهوم طاعة ولي الأمر في المعروف ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويسخط لكم ثلاثاً يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وان تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم )وقال في حديث حذيفة الطويل قال قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال صلى الله عليه وسلم فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.



أسأل الله أن يحفظ لنا الأمن والأمان في البلد المبارك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الكاتب الشيخ / محمد بن عويض العضيلة