• ×
| 23-09-1443 الخميس 16 ربيع الأول 1446

معالجة قضايا الأحداث

بواسطة عبدالعزيز العضيله 11-01-1432 07:34 مساءً 1862 زيارات


الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء الذي أرسله الله هادياً وبشيراً وأسوةً حسنة بالسيرة والعمل، وبعد ..

فيعلم الجميع أن الأنظمة واللوائح التي تتمشى بهادولتنا قائمة على التشريع الإسلامي وهو من أهم الضوابط الاجتماعية التي لا يستقيم أي لون من ألوان النشاط الإنساني بدونها لأنها تصون القيم والحرمات والمصالح وهي رحمةً للناس أجمعين،وحماية لمصلحة المجتمع.. ومن هنا فإن الحاجة كانت ملحة والضرورة قائمة للتعريف بما صدر من نظم ولوائح وأوامر سامية وتوجيهات كريمة لرفع مستوى الوعي القانوني لدى أفراد المجتمع، ففي ما أعلم أنه ما وقع شخص في قضية مخالفة للنظام إلا بسبب الجهل ومن الجهل عدم معرفة النظم واللوائح التي تبين كيفية تجنب أوحال الجرائم وتحذر من وقع فيها بأن ما نصت عليه من عقوبات هو الجزاء العادل لإعادة المسيء إلى جادة الصواب،ثم ليكون عضواً نافعاً وفاعلاً في وطنه وأمته،وسأقدم نبذة مختصرة عن كيفية معالجة قضايا الأحداث ابتدأًت من مرحلة التحقيق حتى محاكمتهم لدى القضاء المختص متمنياً الفائدة للجميع،وسأتواصل معكم من خلال هذه الصحيفة لتسليط الضوء على بعض الجوانب وبشكل مختصر فيما يهم القارئ في مجال الأنظمة، آملاً أن تعم الفائدة للجميع مع يقيني الكامل أن ما لا يدرك كله لا يترك جله..



تعريف الحدث:-

هو الذي لا يقل عمره عن سبع سنوات ولم يتم ثمانية عشر عاماً.


كيف يتم معرفة الحدث:-

لا يعتد في ثبوت البلوغ من عدمه بالبيانات المثبتة بحفائظ النفوس وغيرها. بل يعتد بقول القاضي ببيان ما إذا كان الحدث مكلفاً رشيداً من عدمه. وقد أيدت الهيئة القضائية العليا حكم القاضي بقرارها المتضمن أن الحفيظة لا تكفي وحدها للاعتماد عليها للحكم بموجبها ببلوغ الشخص سن التكليف والرشد لا سيما إذا كان الواقع من مشاهدة الشخص يخالف ما ذكر بالحفيظة.


أصول وقواعد محاكمة الأحداث القضائية:-

[لا يخفي أن الشباب عندما يحصل من أحدهم هفوة أو انحراف أو توجه إلى أحدهم تهمة بارتكاب شيء من ذلك يحتاجون عند محاكمتهم إلى طريقة تربوية تساعد على توجيههم وتقويم سلوكهم].

*وتتبع في محاكمتهم الأمور التالية:

1 - يكون نظر القضية في جلسة خاصة لا يحضرها إلا من يرى القاضي حضوره من ولي أمر الشاب الذي لم يبلغ وكاتب الضبط والشهود، وكذلك متولي التحقيق إذا دعت الحالة إلى ذلك ويكتفى به عن حضور مدع عام.
2 - العناية بسرعة البت في القضية قدر الإمكان.
3 - الرفق بالشاب حال استجوابه، والعمل على ما يبعث الطمأنينة في نفسه، وشعره بأن الهدف من محاكمته هو تقويمه، وتوجيهه الوجهة الصالحة.
4 - على القاضي دراسة أوراق القضية قبل حضور الشاب لديه للاستنارة بما تضمنته من معلومات.
5 - عندما يصدر الحكم بسجنه يلاحظ أن يكون في سجنه يتلاءم مع سنه وأن لا يختلط بمن يخشى مفسده باجتماعه معه.
6 - إذا صدر الحكم بضربه تعزيراً فيلاحظ أن لا يكون علناً ما لم تقتضِ المصلحة ذلك، وينص عليه القاضي في حكمه.


*تحديد المسئولية الجنائية للأحداث ونظم معاملتهم، وقواعد توقيفهم وتتلخص فيما يلي:

1 - ألا يوقف بتاتاً من هو دون سن الخامسة عشرة لأنه قاصر، وتوقيف القاصر خطأ، بل يسلم لوليه بتعهد خطي يقضي بالمحافظة عليه وتوجيهه ومتابعته من قبل ولي أمره.
2 - أما من بلغ سن الخامسة عشرة أو جاوزها، فإنما يجوز توقيفه في القضايا الكبيرة، وبعد الأمر القضائي.
3 - وفي جميع الأحوال مراعاة الفحص الطبي، لتقرير حالته الصحية والعصبية، والنفسية.
4 - إجراء البحث الاجتماعي من قبل أقرب مركز للشئون الاجتماعية ويجب ألا تحال الأوراق للمحكمة إلا بعد استكمال التقرير الاجتماعي عن حالة الحدث.
5 - يجب أن يكون المراقب بثياب مدنية وليست عسكرية والابتعاد عن كل ما يجرح شعور الحدث وخاصة القيود.

والله الموفق