• ×
| 23-09-1443 الأربعاء 2 جمادى الثاني 1446

إلى أعلى الجنان أبا فيصل

بواسطة كاتب 02-11-1431 12:55 مساءً 1712 زيارات
@إلي أعلى الجنان أبا فصيل@
في ظهيرة يوم الجمعة الموافق التاسع والعشرين من شهر شوال لعام الواحد والثلاثين بعد الألف وأربع مائه من هجرة المصطفى على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ....

حزنت القلوب وابتلت العيون وسكنت الجوارح وآمنت الأنفس بقضاء الله وقدره و رددت الألسن إنا لله وإنا له راجعون لله ماأخذ ولله ما أعطى وكل شي عنده إلى أجل مسمى برحيل جسد الشيخ/عبيد بن مذكر بن هذال العبداني , أبا فيصل رحل عنا بجسده ولكنه باقي وسيبقى في قلوبنا وليس سهلآ علينا أن ننساه فمثله لاينسى ...

حينما تلقيت خبر رحيله وجب علي أن أتكلم عن صفاتي هذا الرجل ولكن الحبر سيجف والأنامل لاتسكن وقلب يتقطع وفكر حيران و صفاته رحمه الله كثيرة قد لاتحصى .
من أين ستكون البداية ؟!
أتكون بالبذل والعطاء؟!
أو تكون بالإحسان للناس والإصلاح ذات بينهم؟!
أم تكون بالأمر بالمعرف والنهي عن المنكر؟!.
فكان رحمه الله أية في الصلاح منذ شبابه ولم يتعرض لطيش الشباب وكان الصلاح عنوانآ له،
وكان رمزآ في طاهرة القلب،
وكان قدوة في محبة و احترام الإخرين،
وكان منارةً في إكرام المسكين،
وكان عونآ للفقراء والمحتاجين،
وكان رحيمآ للمرضى والمصابين ،
وكان أبآ للأرامل والأيتام،
وكان أخآ صدقآ للمتغربين ،
وكان دليلآ لوفاء والأوفياء.
فكان رحمه الله حريصآ أشد الحرص على أداء الصلوات في أول وقتها إستجابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها).
وكان رحمه الله ذاكرًا لله سبحانه وتعالى في جميع أحواله حتى في مرضه غفرا لله له وهو لايستطيع الكلام لكنه يشير في سبابته دائمآ دليلآ على توحيد الله وذكره وشكره وقبل رحيله بيوم كان معه مسباح يسبح الله ويحمده سبحانه على قضائه وقدره.وكان رحمه الله آمرا بالمعرف ناهياً عن المنكر وكان له مواقف كثيرة عندما كان أحد رجال الحسبة .

وكان رحمه الله لايفتر عن جمع الصدقات وتوزيعها على أهلها حتى عرف بذلك وكان عمالة سوق المواشي لايلبس أحدهم جديد الإ كان عن طريقه رحمه الله وكان في رمضان يقوم بتوزيع محاصيل مزرعته بنفسه حتى لايكاد يوجد بيت الا وقد دخله من هذه المحاصيل
وكان رحمه الله من الذين ينفقون أموالهم في السر والعلن فلا تجد مسكينآ الا وقد كساه ولا فقيرآ الا وقد أعطاه ولا مكروبآ إلا نفس عنه كربه و لامريضآ إلا ساهم في علاجه.وكان رحمه الله يتفقد أحوال أقاربه ويسال عنهم لصغير كان أبآ رحيما وللكبير أخآ ناصحا موجهآ .
وكان رحمه الله أذا جلس في مجلسه لابد أن يقوم لصغير قبل الكبير ولي موقف في هذا حينما دخلت عليه وهو جالس فعرفت أنه سيقوم فأسرعت لكي أُسلم عليه و هو جلس و لم رأني وقف وقلت له ليس لوقوفك داعي فقال رحمه الله لي بل لك له داعي هذا يدل على مكارم الأخلاق وحسن الظن بالمسلمين .

وكان رحمه الله أذا علِمَ أن هناك خلاف بين أشخاص كان هو المصلح السعي بينهم بالخير وإذا كان هناك الاجتماع فهو الداعي المقرب بين قلوبهم بتوفيق له .

فهذه غيض من فيض من صفات أبي فيصل رحمه الله تعالى وهذه مشاعر خرجت لكتون كلمات فو الله لم أتمنى أن أكون شاعرا إلا هذه لحظة لأٌسطر ابياتا في الفقيد رحمه الله .وإني كلما حزنت عليه تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر )ففرحتُ له فرح الحزين المكسور وعلمت أن خاتمته حسنة .
ولما رأيتُ جنازته أطمئن قلبي وارتحت نفسي لكثرة لحضور وتذكرت قول رسول الله صلى عليه وسلم ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه ) ونسال الله أن يكون منهم . فإني لا أملكُ له إلا اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و اعف عنه و اكرم نزله ووسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و ابدله بدار خير من داره و اهلا خير من اهل و زوجا خيرا من زوجه و ادخله الجنة و اعذه من عذاب القبر و من عذاب النار.
اللهم إن عبيد بن مذكر في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار أنك أنت الغفور الرحيم .