• ×
| 23-09-1443 الأربعاء 2 جمادى الثاني 1446

((لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم))

بواسطة الأستاذ:عبدالله بن نافع العبداني 22-10-1431 01:01 مساءً 1643 زيارات
((لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم))





شهر أو يزيد انقضى على ذاك الحفل اللندني الذي استفز مشاعر كل من يحب الله ويحب رسوله .

احتفال بيوم (هلاك عائشة)كما يقولون وقد تولى كِبر هذا التجمع ذلك الطريد الذي هو اقل من الحبر الذي يخط في بيان حقيقته وخسرانه .

وأمُنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها الطاهرة العفيفة الشريفة الصديقة الحَصَان الرزان العالمة الفقيهة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام الأولين والآخرين وأبوها أفضل الرجال بعد الرسل والأنبياء الصديق خليفة رسول الله لن يضرها مثل هذه التجمعات ولو كانت كل يوم , فيكفيها ويكفينا أن رسول الله صلى الله علية وسلم تزوجها بأمر من الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى أنزل في عفتها وبراءتها قران يتلى ويصم آذان ذلك الخاسر ومن هم على شاكلته إلى يوم الدين.

أذكر هنا قبل سنوات قليلة الرسوم المسيئة في حق رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والتسليم والتي تحرك لها العالم الإسلامي بتسيير المظاهرات وتنظيم المقاطعات , والآن عرض محمد صلى الله عليه وسلم يطعن وزوجه تقذف ولم يكن هناك صدى يوازي هذا العدوان الذي هو والله أشد وأنكل من تلك الرسوم .

إن عرض أهل بيت الرجل دونه الموت ونحن العرب أكثر من يفهم ذلك وأي كلمه يرمى بها أهله إنما هي طعن في عرضه ولن نرضى على عرض أشرف الخلق أن يمس.

وأن في هذا الطعن إنكار لكلام الباري عز وجل الذي برأ أمنا عائشة من فوق سبع سماوات وهو العالم بما كان وما هو كائن وما سيكون .

وبما أن عائشة رضي الله عنها روت المئات من الأحاديث ونقلت الكثير من سنة رسول الله فالطعن فيها هو طعن فيما نقلت , وأعتقد أن هذا ما يهدف إليه القوم من تكفير الصحابة والطعن في أمهات المؤمنين وادعائهم بنقص القرآن وتحريفه وهذا مادسوه في أمهات كتبهم وعلموه في حوزاتهم ولو أنكروه بالعلن عملا بتقيتهم ونفاقهم .

((فقرآن محرف وسنّة مكذوبة وناقلوهما منافقون ,فماذا بقي من الإسلام ؟ )).

قال الله تعالى في آيات الإفك ((لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ)) وبما أن القرآن آية لكل زمان فقد كانت حادثة الإفك خير للمسلمين في حينها كما ذلك سبحانه وتعالى ذلك , وهي إن شاء الله خير للمسلمين الآن بعد ألف وأربعمائة وستة وعشرين سنة أو خمسة وعشرين على قول ابن إسحاق مع تجدد خوض منافقي هذا الزمان في عرض المطهرة (أم الأمة).

ومن خيرية هذه الحادثة أظن انه يتوجب علينا الإقدام على بعض الأمور.

فعلينا أن نعرف مايخطط له الروافض وإن إعلان خاسرهم بالتعدي على أم المؤمنين إنما هو لقياس ردة فعل المسلمين وإن سبقه محاولات مِن مَن أزاح عن وجهه قناع التقية والنفاق .

وعلينا أن نعرف أيضا أن الشيعة ليسو كلهم سواء فمذاهبهم كثيرة تختلف عقائديا فيما بينها فالشيعة الزيدية والاسماعلية والشيعة النصيرية العلوية والدروز والشيعة الإثني عشرية الجعفرية التي تتبناها إيران وغيرها من طوائف هذا المذهب الباطني لا يسيرون في اتجاه واحد عقائديا.

وأن أغلب عامة الشيعة من الجهلة المغرر بهم المغلوب على أمرهم الذين حجبت عنهم العمائم الحقيقة ولو عرفوها لنفض أكثرهم غبار هذا المعتقد الفاسد .

وعلينا أيضا أن لا ننظر إلى الأسماء والمسميات بل إلى الاعتقاد والمعتقدات .

ومن واجبنا أن نعود إلى سنّة رسول الله صلى الله علية وسلم وان نتعلم فضل أمهات المؤمنين والصحابة وسيرهم العطرة ونعلمها .

ويجب علينا تدبر كتاب الله وفهم معانية ومعرفة سبب نزول آياته.

ومن الواجبات الملحة دعوة عوام الشيعة إلى دين الحق بالحكمة والموعظة الحسنة ولو بحسن الخلق والتعامل الطيب مع اخذ الحذر من تعاملهم معنا في نفس الوقت وقد سمعنا من المواقف التي اهتدى على إثرها بعض الشيعة كانت عن طريق حسن التعامل والحلم والصبر.

ولا يفوتني أن ُأشيد بموقف أهل الكويت دفاعا عن أم المؤمنين رضي الله عنها الذي أثلج صدور أبنائها, فجزاهم الله عنا كل خير.

و اختم كلامي بالآيات التي برأ الله بها زوجة الحبيب المصطفى صلى لله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما

قال الله تعالى في سورة النور ((إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١﴾ لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ﴿١٢﴾ لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـٰئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴿١٣﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١٤﴾ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ ﴿١٥﴾ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴿١٦﴾ يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧﴾))