• ×
| 23-09-1443 الإثنين 13 ربيع الأول 1446

صــلة الرحم

بواسطة فارس بن سعد العبداني 11-08-1430 06:48 مساءً 8953 زيارات
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

ثم أما بعد :

فأحمد الله عز وجل أن من علينا جميعاً بنعم عظيمة ، وخيرات جسيمة ، وأحمد الله عز وجل أن وفق إخوة كرام بالقيام على هذه الصحيفة المباركة ( صحيفة العضيلات ) يحرصون كل الحرص على تواصل أبناء العمومة فيما بينهم وتوجيههم ومعرفة أخبارهم من خلال هذا المنبر المبارك .
أخي الكريم : سوف أتحدث عن موضوع له صلة وطيدة بهذه الصحيفة المباركة ، ألا وهو صلة الرحم ذلك الحق العظيم الذي فرضه الله على المسلمين ، قال تعالى: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ولأهمية هذا العمل المبارك فقد جعله الله عز وجل بعد الأمر بتقواه فقال عز وجل: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا وفي حديث عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنَّ النبي قال أولَ مقامٍ بالمدينة: ((أيّها الناس، أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعام وصِلوا الأرحام وصَلّوا بالليل والناس نيام تدخلُوا الجنة بسلام)) .
فصلة الرحِم لها خاصّيّة في انشراحِ الصدر وتيسُّر الأمر وسماحةِ الخلُق والمحبّة في قلوب الخلق والمودَّة في القربى وطيب الحياة وبركتها.
والمسلم فرضٌ عليه صلةُ الرحم وإن أدبَرت، والقيامُ بحقِّها وإن قطَعت، لأن صلَة الرحم وإن أدبرت أدعى إلى الرجوعِ عن القطيعة وأقربُ إلى صفاء القلوب، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بخصالٍ من الخير: (أوصاني أن لا أنظرَ إلى من هو فوقي وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحبّ المساكين والدُنُوِّ منهم، وأوصاني أن أصِلَ رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم ) .
وقطيعةُ الرحِم شؤمٌ في الدنيا ونَكَد وشرّ وحَرج وضيقٌ في الصدر ، وبُغض في قلوب الخلقِ وكراهةٌ في القربى وتعاسَة في أمور الحياة وتعرّضٌ لغضَب الله وطردِه وعقوبةٌ أليمة في الآخرة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إنّ أعمالَ بني آدم تعرَض كلَّ خميس ليلةَ الجمعة فلا يقبَل عملُ قاطع رحِم))
إخواني في الله : إنَّ صلةَ الرحِم هي بذلُ الخير لهم وكفُّ الشرّ عنهم ، هي عيادةُ مريضهم ومواساة فقيرهم ونفع وإرشاد ضالّهم وتعليمُ جاهلهم ، ودوامُ زيارتهم والفرحُ بنعمتهم والتهنئة بسرورهم والحزنُ لمصيبتهم وتفقُّدُ أحوالهم وحفظهم في غيبتهم وتوقيرُ كبيرهم ورحمةُ صغيرهم والصبر على أذاهم وحسنُ صحبتهم والنصحُ لهم .

أسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع للمبادرة إلى الأعمال الخيرة . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .


الشيخ / فارس بن سعد بن دعيج العبداني

عضو المجلس التنفيذي للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالرس